رواية ساكن روح الفصل الثاني 2
ف اللحظة دي الدنيا ضلمت جدًا، كأني اتعميت وبعدين الدنيا نوّرت نور شديد أوي، وف اللحظة دي لقيت حد من ورايا بيتكلم كلام مش مفهوم، مفهمتش منه غير اسمي وشدني ليه فجأة وقرّب مني وهَمَس ف ودني بصوت هادي جدًا :
- قرّبي أكتر ياروح، قرّبي، اسكُني.
= اسكُن فين؟
- جوايا، جوايا يا روح.
بعدها حسيت إني مش مالكة جسمي ولا متحكمة فيه، مش حاسة بحاجة واقفة عليها، ومش فاهمة إيه اللي بيحصل معايا ده ولا ده مين.
قطع تفكيري نفس الصوت الغير مألوف
- المرة الجاية هتيجي معايا.
= على فين؟
- زي ما قُلت لك، جوايا، جوايا يا روح.
هو إيه اللي بيحصل؟ أنا حاسة إن أنا عايشة حالة غريبة ومريبة، بس مشوّقة.
أنا خايفة بس مُستعدة.
= جوّاك؟
- المرة الجاية هتكوني جوايا، هتشوفيها من خلالي.
= هي إيه؟
- حياتِك.
_________________________
*جرس الباب*
- ساعة عشان تفتحي؟ طبعًا حاطة السماعات ف ودانك ولا سائلة ف حد.
= معلش يا ماما صوت التليفزيون كان عالي.
- هو فين صوت التليفزيون ده ما هو مطفي أهو !
= أيوة أنا طفيته أول ما سمعتك وجريت عشان افتح.
- والله إنتِ ولا نافعة زي قلتك، دخلي الأكياس دي المطبخ يلا.
دخلت وحطيت الحاجة وأنا بحاول استوعب إن اللي حصل ده خيال مش أكتر وإنه أكيد مش بجد، ده أكيد هبل يعني بس ماما قالت حاجة أكدتلي إني مكنتش بتخيل ..
- استني هنا، أنا مش قلت لك بطلي تلبسي باروكة على شعرك !
= باروكة؟ باروكة إيه ؟
- أيوة ياختي استهبلي.
ماما سابتني، ودخلت المطبخ، وأنا دخلت أوضتي
لمست شعري لقيته فعلاً طويل عن العادي وتقيل أوي.
وهِنا صدقت إنه مش حلم، أنا عايشة واقِع مع روح، غير روحي.
______________________
عدّى شهر ومفيش حاجة حصلت ويومي كان ماشي عادي، مفيش حاجة ظهرت وحياتي كانت ماشية عادي جدًا لحد ما حسيت إني فعلاً كنت ف حلم.
بس شعري؟ شعري الطويل ده معناه إني فعلاً مكنتش بحلم.
مليون سؤال كانوا بيدوروا ف دماغي ومش لاقيالهم إجابة ..
قطع تفكيري صوت مسدج ع الموبايل.
"وحشتيني، محتاجك جنبي أوي، عارف إن أنا اللي سيبتك وإني كنت أناني ومفكرتش ف اللي هتحسيه لما اسيبك، بس أنا وقتها كنت شايف إن ده أحسن، علشانك مش علشاني على فكرة، أنا موجوع أوي من فراقك ومش مبسوط، بس أنا خايف ومش عارف أحبك بالشكل اللي المفروض تتحبي بيه، إنتِ جميلة أوي يا روح، جميلة لدرجة خلتني أحبك وأنا رافض الحُب، بس أنا معرفتش أتصرف صح وسيبتك ووجعتك، حقك عليا، سامحيني".
المسدج دي كانت كفيلة تخليني أعيط وافتكر كل حاجة، كل حاجة حصلت بيني وبينه، حبي ليه، خوفي عليه، حنيتي ودفايا معاه، ووجعي منه ووجعه ليا، وتخليه عني وتضحيته بيا، كل حاجة.
بعد تفكير كتير ف المسدج وبعد ما اختلطت جوايا المشاعر والأحاسيس، قررت أرد.
مسكت الموبايل وكتبت:
"أسامحك على إيه؟ على دموعي ولا وجع قلبي؟
ولا على مشاعري اللي معملتلهاش حساب وإنت بتقرر تنهي كل حاجة؟
طب اسامحك على تعب قلبي؟ ولا على نفسيتي اللي اتدمرت؟
اسامحك على الحاجات اللي كنت بعملها وقربت اخلصها وبسببك خسرتها عشان تعبت ونفسيتي مبقتش تمام؟
ولا اسامحك على انهياري ف الشارع لما كنت ماشية مش شايفة من كتر العياط؟
طب اقولك اسامحك إن جالي جلطة بسبب زعلي على نفسي وعلى قلبي ومشاعري اللي إنت محطتهمش ف حسابك وإنت بتبعد؟
ولا على ثقتي فيك اللي إنت خُنتها وخوفتني م الناس ومبقتش عارفة اثق ف حد؟
اسامحك على إني مش هعرف أحب حد ولا أقرب لحد ولا أحاول علشان حد ؟ ولا اسامحك إنك خلتني كل ما اشوف واحد بيعافر علشان البنت اللي بيحبها اتقهر وأموت م الوجع والعياط عشان أنا كنت استحق منك ده؟
ولا اسامحك إنك حسستني إني رخيصة وماليش قيمة عندك لدرجة إنك تنهي اللي بينا بمكالمة ! ومكلفتش نفسك وعملتلي اعتبار حتى !!
شاورلي كده يا (الشخص الوحيد اللي حبيته ف حياتي كلها) على الحاجة اللي عايزني اسامحك عليها وأنا أسامحك على طول.
كنت بكتب المسدج وأنا منهارة ومش قادرة ومش عارفة الكلام طلع مني إزاي وإزاي قلبي شايل كل ده !!
عملت إرسال وسيبت الموبايل ومن كتر عياطي نِمت، وصحيت تاني يوم الصبح وفتحت عيني على صوت بيقول بهدوء:
- يلا بينا هنبدأ دلوقتي.
وبعدها الدنيا ضلمت أوي وحسيت بهوا جامد جاي ف وشي، وكل ما الهوا يزيد كل ما شعري يطول
وفجأة، حسيت بحد بيمشي إيده ع رقبتي، لا، مش إيده، دي شفايفه، أنا حاسة بنَفَس حد حاضني من ضهري بس مش شايفاه، وقبل ما اندمج أو استوعب أي حاجة سمعت صوت صرخة عالية، ووشي ابتدى ينزل دم..
شاهد 👈 الفصل الثالث هنا
اكتب تعليق برايك هنا