أخر الاخبار

رواية ساكن روح الفصل الرابع 4 الاخير بقلم ندي هارون

 

رواية ساكن روح الفصل الرابع 4 بقلم ندي هارون

رواية ساكن روح الفصل الأخير 


فتحت الباب بهدوء وقررت أدخل بالراحة عشان أشوف إيه مستنيني ف الباب ده.

بس أنا لما دخلت ملقتش حاجة تتشاف أو تتعرف، لقيت يَزن نفسه جوة !!....
ناديت عليه بس مردش، لقيت الصوت اللي معايا بيقولي:

= بيتهيألك، مش شايفاه بجد، ده خيالك إنتِ، عشان إنتِ عايزة تشوفيه، إنتِ مش هينفع تشوفيه بس هتقرأي.

وحط إيده على عيني وشالها في نفس اللحظة، ولما فتحت عيني لقيت كلام مكتوب على الحيطة 
محتواه:



يَزَن أمجد، فقد والداته في شبابه، وفي عُمرٍ بدري جدًا بالنسبة له، كان متعلق بيها جدًا، كانت كل حاجة ف حياته، معاه دايمًا ف كل شيء، الحلو والوحش.

أصغر إخواته، محبش يدخل ف قصة حب بعد وفاتها، هي كانت حبه الأول، حَس بالوحدة وعدم الونس لأول مرة بعد ما فقدها.
ولما شاف حد وأُعجب بيه بعد ما حاول يدخل في علاقات وفشل، كانت "روح"، بس خسرها، علشان شاف إنه غير مؤهل لإنه يحبها، مع إنه بيحبها يمكن أكتر ما هي بتحبه، بس شاف إنه هيبقا أناني لو فضل معاها وهي تستحق حب واهتمام أكتر م اللي بيقدمه ليها بكتير، ميعرفش إن الأنانية بحد ذاتها إنه يسيبها ف نُص الطريق، وإنه يسيب الإيد اللي مسكها ووثقت واتحامت فيه، وإديته الأمان، مقدرش يفهم إن أنانية منه، إن حد يديله قلبه أمانة فيخون الأمانة دي، التخلي عن الحُب مش انتصار ولا حاجة وخَلف الوعود حاجة ممكن نشوفها صح مهما حصل، كِلمة بحبّك كلمة مش هيّنة ولا سهلة مينفعش نرجع فيها، لإن حسابها عظيم".

كُنت بقرأ وأنا مذهولة، إيه ده؟ وصف عظيم مش متخيلة إيه ده وإزاي ممكن حد يوصف حد كده !

وأنا سرحانة ف اللي شايفاه لقيت سؤال مكتوب ع جنب من جوانب الأوضة محتواه:

"لو رجعت واعترفت بغلطي وإني مكانش المفروض اسيبك، هتسامحيني؟ هتديني فرصة يا روح؟

سرحت وفضلت أفكر شوية فعلاً وأسأل نفسي 
هديه فرصة ولالا.



في اللحظة دي كانت مدة وجودي ف الاوضة خلصت ولازم اطلع، لإن كل أوضة لازم اقعد فيها مدة معينة وإلا كل ده هيروح.
طلعت من الاوضة، ببص على شمالي لقيت باب كبير مكتوب عليه العيلة
دخلته لقيتني كأني دخلت مكان شغال فيه فرن مثلاً، الدفا هنا كان حرفيًا مش معنويًا.

دخلت ولقيت كلام كتير أوي مكتوب ف كل مكان بس ملفتش نظري غير جملة واحدة "لو مكنتش هتعيش مع ناس تحارب علشانك وتستحقك، يبقا عيش من غير ناس أحسنلك".
"ولو هتستنى من حد يحبك زي أبوك وأمك يبقا هتعيش تجارب تتعلم منها إن محدش هيحبك زيهم".

الجملتين دول كانوا كافيين أوي ليا.
خرجت من الأوضة وبعدين سألت:

- اللي فاضلي قد إيه؟
 = مش كتير، قدامك تدخلي الباب اللي جاي منه الصوت العالي ده، الباب كان مكتوب عليه "الحياةِ الدُنيا"

وفعلاً كنت سامعة جامد خارج م الاوضة، اتخضيت ورجعت خطوة ورا.
لقيت نَفَسه ورايا بالظبط بيقولي 
= افتحي، افتحي الباب ده يلا.

فخوفت، لأول مرة أخاف وأحس بحاجة مش طبيعية، بس كدبت خوفي ودخلت
فتحت الباب لقيت ناس كتير بتصرخ وبتقربلي وعايزة تأذيني، وناس تانية بتشدني عشان تحميني منهم، وفيه ناس بتحاول تمسك إيدي وأول ما اجي أمدها وأمسكهم بيسيبوها ويضحكوا، كنت حاسة إني ف غابة مليانة وحوش، مش عارفة أخد نفسي، ومش عارفة إيه بيحصل، والصوت اللي كان معايا اختفى !
طب أنا هفضل هِنا على طول؟ أنا مش هرجع أعيش حياتي تاني؟ أنا بقيت لوحدي .. حاولت أنادي على حد ينقذني، أبويا أو أمي أو صحابي .. مفيش حد بيرد عليا
فضلت أصرُخ لحد ما جه شخص من ورايا وقالي بصوت هادي: 
- ربنا موجود، الوحيد اللي يستحق إننا نخضعله ونثتغيث بيه ونثق فيه ..



 ولازم نعرف إننا هنتحاسِب على كل حاجة عملناها وهنُسأل عن كل حُزن كنا السبب فيه لشخص، على كل قلب اتكسر بسببنا، على كل وجع وأذى اتسببنا فيه لبني آدم، هنتحاسِب على الصغيرة قبل الكبيرة 
سرحت ف كلامه وبصيت حواليا لقيت مكتوب على الحيطة ..
 
{فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إنَّمَاً تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} 

"يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ".

قعدت أعيط جامد، وأسأل نفسي هو كده خلاص؟
مفيش رجوع تاني؟
طب أنا عايزة ارجع مش عايزة افضل هِنا
وأنا بصرُخ جه من ورايا حد زقني بقوة ووقعت من على طرف المكان اللي كنت واقفة فيه، وقومت مفزوعة مِن النوم على صوت أمي:
- اصحي يا روح بقا كل ده نوم؟
قومت وشي اصفر ومرهق .. كل ده كان كابوس؟
لا، مش كابوس ده تنبيه من ربنا.
قومت م النوم صليت وشكرته إني واحدة من عباده اللي مَن عليها برسالة عشان تفوق من تاني.



           _____________________________
مسكت موبايلي وكتبت بوست "سَتُحاسَب على كَسرِك لقلوبِ مَن حولك، سَتُحاسب على مشاعر الآخرين التي آذيتها، وسَتدفع ثَمن كل البُكاء الذي تسببت فيه"
إيذاء كُل ما يملك الإنسان على الإنسانِ حرام، والقلب مِن أعزّ الممتلكات لدى الإنسانِ فلا تُفرّط به.
ف اطلب السَماحِ ممن تسببت بحزنه وإيذائه، قبل أن يأتي يومًا لا ينفع العفو فيه.

"تَمّت"
#ندى_هارون
#الجزء_الرابع_والأخير
#ساكِن_الروح


تمتلك مدونه دار الروايه المصريه مجموعة 
من أكبر الروايات المتنوعة الحصرية والمميزة
اكتب ف بحث جوجل دار الروايه المصريه
 واستمتع بقراء جميع الروايات الحصرية والمميزة

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -