أخر الاخبار

اسكريبت حياة اجمل من الخيال كامله بقلم نانسي اشرف

 

اسكريبت حياة اجمل من الخيال كامل


_ صباح الخير مستر حمـ.....
_هاتي الكوفي بتاعي وحصليني عالمكتب 

يا ربي ابتادينا.. 
حبيبة اسمي حبيبة، بابا اداهولي تحت عنوان 
" انشري الحب يا حبيبة " مكنش يعرف ان الحوار هتيطور وهنشر ملفات و اوراق وسجلات عمال وهم في شركة هو بردو الي اتوسطلي عشان اشتغل فيه 
ودا بقا حمزة، مستر حمزة الكومي، ابن صاحب مجموعة الكومي ابراهيم بيه الكبير و الي اتوفى من سنة و سابله الجبل بما حمل 
كِشري، جاد، مناخيره فوق و شايف نفسه حبتين  



_ اتأخرتي ليه ! 
_ سوري يا فندم الكوفي ماشين كانت عطلانة فضطريت انزل البوفية تحت اعملهالك على البوتجاز 
_ البوتجاز ! 
_ ايوه 
_ عملتيلي الكوفي بتاعي الي متعود اشربه من الكوفي ماشين الخاصة على البوتجاز ! 
_ انا اصلي سايية الكانكة بتاعت القهوة بتاعتي هنا انا اصلي مبحبش اشربها من الكوفي ماشين دي مبيقلهاش طعم 

ايه الي بقوله دا، هو ماله بيبصلي كدا ليه 

_ على البوتجاز ! 

انا هنفصل رسمي 

_ سوري يا فندم انا هتصرف 

مسك ايدي قبل ما اخد الفنجان من قدامه 

_ انا هشربه سيبيه 

بعدت ايدي عن ايده قبل ما يحط عنيه في الملف قدامه 

_ في اي اجتماعات او اي تاسك انهردا ؟ 

طلعت الدفتر وبدأت ارصله قايمته 

_ الغي 
_ نعم ؟ 
_ بقولك الغي 
_ بس يا فندم حضرتك مأجل اجتماع شركة cr لحد دلوقت اربع مرات 
_ انا مقولتش أجلي، انا قولت إلغي 
_ بس....

وانتشيِ مالك انتِ ما يلغي و لا يولع في الشركة انتشي ماااالك ! 

_ الي تشوفه يا فندم 
_ استني 

التفتله 

_ انا قولتلك تمشي 

ايه جو الافلام القديمة دي 

_ متأسفة يا فندم 
_ جهزي نفسك عشان هنروح نشوف الارض الي هنشتريها ضمن المجموعة 
_ أرض ! وارض ايه 
_ انا مبحبش اعيد كلامي كتير 
_ ايوه يا فندم انا اعرف ايه في شغل الارض و التخطيط و الكلام دا 

دا عبيط دا و لا ايه 

_ انتِ الاسيستانت مانجير بتاعتي اعتقد انك لازم تكوني موجودة 
_ بس انا الاسيستانت مانجير بتاعت حضرتك من سنين يا فندم وعمرك ما خدتني في مشاوير زي دي 

وقف مكانه و اتحرك ناحيتي، وقف قصادي مباشراً وبص في عيني بثبات 

_ زمان مكنتيش الاسيستانت بتاعت صاحب الشركة دلوقتي انا الكبير هنا و انتِ الاسيستانت بتاعت الكبير 



عنيه عسلي داخله على عشبية لطيفة، ثقة عينيه ملفتة رغم كل الهالة الجذابة الي دايماً محوطاة دي اكتر حاجة ممكن تلفت نظر اي حد ليه 

_ انتِ معايا مش كدا 
_ هاه 

لا مش وقته اصحي هتفضحينا 

_ ايوه يا فندم تحت امرك 
_ يلا هستناكِ في عربيتي الخاصة 
_ عربيتك الخاصة ؟

قولتها بحدة، اصله قالها ومشي و لا كأنه قال حاجة 

_ امممم 
_ متأسفة يا فندم انا مبركبش مع حد غريب 
_ غريب ! 

لقيته بيرجع تاني، لا مش حوار بعيون أمك دي 

_ بقالك خمس سنين بتشتغلي معايا، اكتر واحدة غيرت مكتبها بسبب تغير مكتبي، و كل ترقية ليا كان ليها تريقة شبها

قرب اكتر مني، بقيت حاسة ان الدنيا حواليا مليان بريحته، عنيه بتواجه عيني وبيبتسم 

_ انا غيرت طقم الموظفين كلهم وسيبتك 

فضلت بصاله، ايه الاحساس الي بيدخل قلبي و بيتسلل بالبطئ دا ! 

_ انا تحت 

نزلت وراه وركبت جمبه و كان طول الطريق مركز ومضافش كلمة و انا بدوري التزمت الصمت 

_ العمال جاهزين يا محمود ؟ 
_ العمال و المهندسين و الفنيين كمان حمزة بيه، الكل مستني اشارة حضرتك 
_ تمام ابدأوا على بركة الله 
_ الامضة يا فندم 

حط ايده في جيبه عشان يطلع القلم من جيبه لكن ملقاهوش، قرب مني 

_العربية، القلم في العربية 

بصتله بغضب مكتوم قبل ما اروح العربية ادورله عالقلم 

_ القلم يا فندم 
_ خلاص اتصرفنا 

دا انت غتت 
مشيت وراه وهو بيدور بعنيه على الارض، كان بيبتسم كل شوية وترجع عينه تلمع من جديد 

_ حمـ ....
_ الارض دي كانت بيتنا القديم 

وقف في نص المكان 

_ هنا كانت اوضة نومي

واتحرك جري بعيد 

_ وهنا كانت الصالة 

و اتحرك ووقف قصادي مباشرةً 

_ و هنا كان اوضة بابا و ماما 

ابتسامته بدأت تتلاشى، بعد عني خطوتين وبدأ يلف بعنيه تاني 

_ من سنين و بابا بيحاول يتفاوض مع الراجل الي اشتراه منه زمان، سنين وهو بيحاول يرجع أساسنا 

رجعت الابتسامة لوشه 

_ انا لو عملت حاجة صح في حياتي فهو دا 

قربت منه، كنت محتاجة أسئله وهو كان مستعد يسمع 

_ و إبراهيم بيه باعه ليه ؟ 
_ عشان يبقى ابراهيم بيه 

مفهمتش فالتفت هو ليا 

_ زمان مكنش ابراهيم بيه و لا انا كنت حمزة بيه و لا اي حاجة من دي، كان موظف و خطر في باله مشروع وقرر يبيع الي وراه و الي قدامه عشان ينفذه وفعلاً ...

اتنهد 

_ بقينا زي ما انتِ شايفة 
_ بعتوا بيتكوا ! 
_ كان غصب عننا بابا حاول كتير جداً عشان يرجعه من بعد اول مكسب للشركة لكن الي اشتراه منه كان مُصر على اضعاف التمن الي اشتراه بيه 
_ و وافقت ؟ 
_ انا مستعد ادفع عشرات الاضعاف في الارض دي وزيهم بالظبط عشان البيت يرجع يقف من تاني 

خرج ورقة من جيبه وقرب مني بتلقائية 

_ بصي، انا حتي عملت رسم تحطيطي ليه، كل حاجة زي ما هي، عمود عمود وباب باب حتي العفش اخترت انه بتعمل مخصوص بنفس الديكور بتاعه زمان 
_ لسه فاكر الديكور ؟ 

ابتسم وعنيه بتلمع 
_ من فات قديمه تاه 

مشي خطوات بعيدة 
_ الي هناك دي الجنينة، هعمل فيها التافورة الي ماما كانت عوزاها، وهناك هحط مرجيحة كبيرة جداً أصل نيريمن كانت بتحب تروح تلعب عند الجيران عشان عندهم مرجيحة و احنا لأ، اما هنا هحط كرسى بابا 

وابتسم بحنين _ أصله بيحب يقرا الجرنال في الشمس 



نرمين أخت حمزة الصغيرة، اتوفت قبل وفاة ابراهيم بيه بتلت سنين في حادثة عالطريق السريع، وقتها فاكرة حمزة كان عامل ازاي، دخل في نوبة هستيرية و صراخ و عياط انا لوحدي الي شوفته، و انا لوحدي الي استحملته، ايام كان بيجي الشغل فيها كان بيقفل على نفسه الباب ويفضل يصرخ و يكسر في كل حاجة، كان مانع اي حد يدخل يشوفه 

" محدش يدخل الا حبيبة "

من يومها و كل حاجة تخصه عندي، كل حاجة ليه معايا، لحظات ضعفه، صراخه، انهياره، حتي لحظات حنينه لذكريات راحت ومستحيل ترجع كلها معايا 

_ انا عارف ان مهما عملت مفيش حاجة هترجع زي الاول، مهما اشتريت الارض و بنيت بيت طبق الاصل منه مفيش حاجة من زمان هتفضل بس..... 

التفت 

_ انا مؤمن ان الذكريات بتعيش في المكان، وكمان مؤمن اننا ممكن نخلق ذكريات أحلى نفضل نفتكر فيها طول العمر 

قرب مني و ابتسم 

_ انا كنت بضيع، تايه مش لاقي حد يدلني، مش حاسس بطعم الدنيا حواليا، فقد ورا فقد وألم بيجر ألم و خسارة بتشد خسارة و فجأة ظهرتي 

قرب اكتر، عنيه بتلمع وانفاسه منتظمة 

_ كنتي معايا في كل لحظة خسارة و انهيار، حتي اما دخلت المصحة النفسية قومتي بكل الشغل و كأني كنت موجود، كنتي أهل لطفل صحى من النوم لقى نفسه متيتم

حسيت ان دموع الكون اجتمعت في عيني، و اني في اي لحظة ممكن أنهار اما هو كمل و عنيه مليانه دموع 

_ اما سافرت اتعالج و سيبتك هنا حسيت اني بقيت لوحدي و لاول مرة، حسيت اني سايب جزء كبير اوي مني هنا و دا بيفسر اني مكملتش علاجي كله هناك 

رفعت عيني ليه 

_ رجعت من غير ما تكمل علاجك ؟ 
_ انا اتعالجت هنا، معاكِ و بيكِ، كنت مسافر و عارف ان مفيش حاجة هتجيب نتيجة زي وجودك جمبي 

سكت، مكنتش عارفة اقول ايه 

_ ودلوقتي لازم ناخد بريك من كل الي شفناه دا، لازم احس اني فرحان و جيبتك هنا عشان عاوزك تشوفي انتِ حولتيني لإيه 
_ انا معلمتش حاجة، انا بس وقفت جمبك زي اي اسيستانت في الدنيا 
_ انتِ الوحيدة الي فضلتي، حتي بعد وقوع اسهم الشركة في السنة الي حصلتلي فيها الانتكاسة، و انتِ الوحيدة الي فضلتي بعد تغيير الطقم، وانتِ الاسم الوحيد الي كان في سجل الزيارات في المصحة 

حطيت عيني في الارض اما هو قرب و حط ايده على كتفي 

_ انا بحبك 

بصتله بزهول، بحلم أكيد دا حلم وهفوق منه في اي لحظة، غمضت عيني و انا بحاول اصحى اما هو ابتسم 

_ مبتحلميش، انا هنا قدامك 

فتحت عيني لقيته جثى على ركبته قدامي، في ايده خاتم و عينه بتبتسم زي الاطفال 

_ تجوزيني يا حبيبة ؟ 

زي نهاية فيلم سنيمائي بس من غير مخرج يقول كات هايل يا فنانين ! 
احساس هادي وسط دوشة مشاعر متلخبطة 
مستحيل يكون حقيقي، و ان كنت بعرف المسه 
عنيه دقنه وكف اديه هو حقيقي قصادي 



_ رجلي وجعتني 

ضحكت وسط دموعي وشاورتله بـ " اه " 
لبسني الخاتم و ابتسم 

_ قوميني بقا عشان شكلي اتشليت 

مسكت دراعه ووقفته و فجأة جات ذكرى من سنتين يوم ما رحت اعذيه في ابراهيم بيه 
طان قاعد في ركن لوحده وساند راسه للحيطة، عاضض على شفايفه عشان ميعيطش ويفقد هيبته قدام الرجالة، ساعات بستغرب ازاي الرجالة بيقدروا يتحكموا في دموعهم دا احنا في اقل موقف ممكن ننهار 

_ حمزة بيه 

بصلي بتوهه، عنيه مليانة دموع، نظرته مكسورة 

_ انت كويس ؟ 

شاورلي بلأ، مش كويس

_ بابا مات 

قالها وحط راسه في الارض، قربتله وبصلي 

_ انت تعبان يا حمزة بيه انا هنادي على اي حد يطلعك اوضتك 
_ لأ، طلعيني انتِ 

استغربت كلامه، بصتله بزهول لكنه كان بعنيه بيترجاني 

_ طيب تعالي 

مسكت دراعه وسندته دخلته الاوضة وفضلت جمبه لحد ما راح في النوم، مسحت الدموع الي ظهرت على وشه حتي وهو نايم 
ومشيت 
لكن دلوقت الوضع مختلف، هو بيبتسم و عنيه مليانة حياة

_ على فكرة انا مش هشتري كوفي ماشين في بيتنا 
ابتسمت وانا بسأله _ ليه ؟ 

قرب مني 

_ القهوة على البوتجاز أحلى و ليها طعم 

انتهت 

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -