اسكريبت كامل
"رايحة تتخطبي لواحد لسه بيكون نفسه؟"
"مش كان عاجبك و وافقتوا عليه!"
"ماكنتش شوفت عرسان صُحابك، اشي دكتور و اشي شغال في بنك و اشي ظابط، و أنتِ رايحة تاخدي واحد متعيين جديد."
"ماله المتعين جديد!
شوية و يثبت كافئته و يترقى و مرتبه يزيد."
"تكوني عديتي الخمسين."
ماردتش على كلامها و دخلت أوضتي.
ماما ماكنتش كده!
أول ما "إبراهيم" اتقدملي كانت مبسوطة و فرحانة زي ما أنا فرحانة بالظبط، لكن بالوقت اتغيرت و مابقتش تحبه!
"هتطلعي امتى؟"
"هطلع فين؟"
"تجيبي لبس العيد."
"هشوف إبراهيم فاضي امتى و ننزل."
"هروح معاكِ."
"ليه، رجليكِ بتوجعك من المشي!"
"لا عادي."
اللي كنت خايفة منه حصل
أنا ماكنتش عايزاها تطلع معانا، عشان أي حاجة هختارها و هتعجبني هتشوف إني بختار الرخيص مخصوص عشان أوفر لإبراهيم.
بس أنا مش بوفر لإبراهيم، أنا بوفر لنفسي، هي فلوس إبراهيم دي لما أوفرها و تزيد معاه هيعمل بيها ايه!
مش هيجهز بيها الشقة!
و الشقة دي مين هيعيش فيها!
مش أنا!
كل فلوس تزيد معاه و يجيب بيها جهاز حديث، مش كل ده هيبقى بتاعي و هينفعني بعدين!
ماما مش فاهمة كده، ماما فاهمة إنه فقير و مش معاه، أو بخيل و بيستخصر فيا و دي مش حقيقة!
"فرحانة قوي بـ اللي جايبه ليكِ!"
"أنا اللي مختارة اللبس و عاجبني ياماما."
"عاجبك و لا بتوفري ليه؟"
"عاجبني و على فكرة غالي مش رخيص."
"الله يرحم لما كان أبوكِ بيدفع لك مرتب كامل تمن لبس العيد بتاعك بس."
"ربنا يخليكم ليا يا حبيبتي."
بحاول بقدر الإمكان أتجنب أي حوار بيني و بينها بخصوص إبراهيم، لإن أي حوار هيقلب خناقة و نكد و أنا مش عايزة أتنكد!
"مش ناقصك حاجة بجد!"
"أنا جبت كل حاجة."
"مش عايز أخلي نفسك في حاجة و ماجبهاش."
"ايه رأيك إني جبت كل حاجة نفسي فيها، ده أنا جبت بدل الطقم اتنين، كل ده قليل!"
"مامتك شايفاه قليل!"
"مين قالك كده؟"
"اوعي تكوني فاهمة إني مش فاهم و لا حاسس!"
"حاسس بـ ايه؟"
"مامتك مش حباني يا حورية و ده باين على فكرة."
"على فكرة لأ ماما بتحبك جدًا."
"ياشيخة! عيني في عينك كده!"
"بُص كل أم بتحب أحسن حاجة لبنتها، فهي طول الوقت بتبقي عايزة أحسن حاجة ليا، هي دي الفكرة."
"قوليلها إن طالما أنا بحب بنتها هجيب لها أحسن حاجة حتى لو بآخر فلوس معايا."
"بقولها و هي عارفة من غير حاجة."
طول الوقت كنت في صراع بينه و بين ماما، ماينفعش أبدًا أوصل لإبراهيم كل كلمة ماما بتقولها، لو وصلتله هيزعل، و مع الزعل و الضغط ماضمنش ايه ممكن يحصل!
"شوفتي إنجى؟"
"مالها، ماشوفتهاش!"
"أمها حكت ليا إن يوم العيد خطيبها جاب لها زيارة كبيرة، خضار و فاكهة و لحمة و حلويات بتقولي عربيات متحملة و شايلة."
"ماشي."
"هي دي العرسان، عريس يرفع الراس و يخلى الواحد متباهي بيه و بنسبه."
"المفروض الواحد يتباهي بـ نسب شخص محترم، شخص متربي، حد شايل بنته على كفوف الراحة، لكن هتتباهي بالأكل و الفاكهة، مش محرومين احنا ياماما."
"هو مش بيجيب لك الزيارة عشان أنتِ محرومة و مش بتاكلى في بيت أبوكِ، هو بيجيب لك عشان دي العادات و الأصول."
"إبراهيم ماقصرش في حاجة على فكرة."
"علبتين الحلويات اه."
"على فكرة غاليين و من محل غالي."
"خليكِ أنتِ كده متساهلة معاه، لو فاهمة إن كده هيحبك زيادة و هيكمل معاكِ تبقى غلطانة."
كل مره بينتهي الحوار بيني و بينها بـ إني بعيط في أوضتي لوحدي من غير ماحد يشوفني، مضايقة من كلامها و إنها كاسرة نفسي طول الوقت، مش عارفة أفرح بـ أي حاجة بيجيبها ليا أو بيعملها، لإن طول الوقت بتقولي إنها حاجات قليلة و مش كفاية!
"خليكِ زي مانتِ، اوعي إبراهيم يعرف شعور مامتك الحقيقي و كلامها عنه."
"ما أنا مش بقوله، بس في نفس الوقت تعبت و زهقت من الضغط."
"مافيش قدامك غير إنك تتحملي."
"لغاية امتى يا ميس عبير، زهقت بجد، تخيلي أوقات بفكر إني أفك الخطوبة و أسيب إبراهيم خالص عشان أخلص من الضغط ده."
"و هو ده حل!
وبعدين مش أنتِ بتحبيه؟'
"بحبه، بس تعبت."
"بُصي أنا هقولك على حاجة، أنتِ مشكلتك إنك بتحكي كل حاجة عن صحابك لمامتك، فلانة اتخطبت لفلان الغني، فلانة خطيبها جاب لها هدية قد ايه، مامتك غصب عنها عينها هتراعي و هتبقى نفسها بنتها تبقى زي البنات دول، عشان هي فاهمة إن البنات دول هيكونوا مبسوطين أكتر منك."
"بس أنا بحكي معاها عشان بحب أحكي معاها كل حاجة."
"بالظبط كده، أحكي كل حاجة، يعني زي مابتحكي الحلو أحكي الوحش."
"يعني ايه؟"
"يعني دول صحابك و أكيد أنتِ عارفة مشاكلهم، أحكي المشاكل دي لمامتك، عشان تعرف إن مافيش حد كامل من كله و إن البنات دول عندهم مشاكل مع عرسانهم و مش مبسوطين كفاية زي ما هي متخيلة."
"تفتكري هتجيب نتيجة."
"هتجيب، أنا متأكدة."
ميس عبير كانت الميس بتاعتي من ابتدائي و جيراني، كنت بروح عندها و أنا صغيرة عشان تذاكر ليا، و دلوقت بروح عندها و أنا كبيرة عشان تسمع مشاكلي و تنصحني.
"أجيب لك انهي، دي و لا دي!"
"لا دي و لا دي."
"ليه؟'
"عشان أنا مش محتاجة."
"بس أنا عايز أجيب لك، أنتِ بتحبي العرايس."
"ما أنا عندي كتير، كفاية."
"خلاص أجيب لك دي، عجباني أكتر."
"عاوزين نوفر داخلين على جواز."
"الجوازة مش هتبوظ عشان عروسة لعبة ماتقلقيش."
عُمرى ماشوفته بخيل و لا فقير و لا بيستخصر فيا زي ما بتقول، بالعكس أنا اللي بقيت بستخصر في نفسي عشان حسيت بحجم المسئولية، اه ماكنتش كده في الأول و عُمري ما وفرت لبابا و عُمري ماقولت لأ مش عايزة، بس وقتها كنت صغيرة مش حاسة بالمسئولية و لا حاسة يعني ايه فلوس تخلص و مرتب ينتهي قبل الشهر مايخلص، لكن دلوقتي كل حاجة اختلفت!
"شوفتي اللي حصل!"
"ايه اللي حصل؟"
"روان و ياسر اللي كنت في فرحهم الشهر اللي فات."
"مين روان و ياسر؟"
"العروسة اللي كانت لابسة تلات فساتين أفراح في فرحها يا ماما، أنا فرجتك على صورها."
"اه، مش دي اللي راحت أتصورت بفستان الفرح جوه البحر!"
"أيوه هي."
"مالها؟"
"رجعت بيت أبوها و عايزة تطلق."
"ياحزني!
ليه، حصل ايه، قفشته بيخونها!"
"لأ، قفشته بيكذب عليها، عرفت إن الشقة اللي متجوزة فيها مش تمليك زي ما قالها، دي إيجار جديد، و إن وظيفته في البنك دي مش دايمة، ده شغال في البنك بعقد مؤقت، و إن حتى العربية طلعت بتاعت أخوه، و أما رجع من السفر خدها منه."
"ابن النصابة!
طيب و عمل كده ليه؟"
"عشان يخليها توافق على الجوازة، عشان هو عارف إنها غنية و لا يمكن توافق عليه لو كان قالها الحقيقة."
"شوف الرجالة الغدارين."
"على فكرة فعلًا كل واحد فيه اللي مكفيه، المفروض الناس ماتحسدش بعض، يعني روان دي أنا فاكره مافيش حد في البلد ماتكلمش على فرحها، يادوب ماكملتش شهر، و اهو بدأت المشاكل و هتتطلق، و ممكن واحده مايتعملهاش نص الفرح ده و تعيش مبسوطة، كفاية إنك تعيشي مع إنسان مايكذبش عليكِ."
حاولت أفهمها بطريقة غير مباشرة إن مش مهم خطيبي يكون غني و لا لأ، المهم يكون عنده أخلاق، مش مُهم يكون معاه عربية، المهم يكون عنده أصل، عشان أصله و أخلاقه هما اللي هيخلوه يحترمني و مايكذبش عليا و يخدعني، و لا يمد ايده و لسانه عليا فيما بعد!
"هنزل مع إبراهيم نختار التلاجة و الغسالة."
"ماشي."
"تحبي تيجي معانا؟"
"لا ، مش أنتِ عارفة هتجيبي ايه؟"
"أيوه عارفة هختار حاجة كويسة مساحتها كبيرة خصوصًا التلاجة، و ليها قطع غيار عشان لو باظت فيما بعد أعرف أصلحها زي مانتِ قولتيلي."
"جدعة، روحي و أختاري ألوان غامقة عشان ماتتوسخش."
"حاضر."
استغربتها، بس بدأت أحس إن الأمور بقيت أحسن و أهدى، أنا كمان حاسة إني مرتاحة و أنا نازلة، لأول مره أنزل أقابل إبراهيم من غير خناقة!
"تعالى ناكل بقى أنا تعبت."
"لأ، نرجع ناكل في البيت."
"مش هينفع لأ."
"ليه بس، احنا عاملين أكل ماتقلقش."
"أنا بتكلم بجد، أنا هوصلك و همشي مش هطلع."
"ليه؟"
"عشان مش ذوق يا حورية، لازم يكون عندي إحساس، مش ذوق كل ما نخرج نلف على الجهاز أرجع أوصلك و أطلع اتعشى و أنزل، يقولوا عليا ايه أهلك!
مش لاقي أعشيكِ بره؟"
"يا سيدي أنا مش بحب أكل بره."
"لا بتحبيه و بتاكليه عادي."
"و فيها ايه يعني لما نوفر فلوسنا!"
"كفاية توفير، هيتقال عليا بخيل."
"أنا عارفة إنك مش بخيل."
"خلاص بقى و قوليلي يلا هناكل ايه؟"
برضو ماقدرش عليا، كان عاوزنا ناكل في مطعم غالي، لكن على مين!
أجبرته ندخل ناكل في محل كبدة، ماهو مش هيبقى عشا بره و كمان بفلوس كتيرة، ما كل حاجة بالعقل برضو!
"أنا مش عارف أنا طاوعتك إزاي!"
"ايه رأيك في الأكل بس، تحفة صح؟"
"حلو و كل حاجة، بس أنا كنت عايز أعشيكِ في مكان أحلى من كده."
"ياسيدي أنا فرحانة كده."
"هيتقالك بخيل و سبيه، نخطبك لواحد أغنى منه."
"هقولهم بحبه و دايبة فيه و ماقدرش استغنى عنه."
"يالهوي، أمك داعية لك يا إبراهيم."
اكتب تعليق برايك هنا